رسالة إلى القيادة الرياضية الجديدة


هذه الرسالة موجَّهة من مواطن سوري متواضع محب لوطنه، تحمل الأمل والتقدير، وليست انتقاصاً من خبرات القائمين على الرياضة الجديدة، بل هي دعوة للعمل المشترك من أجل بناء مستقبل أفضل للرياضة السورية.

في مرحلة ما بعد سقوط النظام المجرم، تجد الرياضة السورية نفسها أمام فرصة نادرة لإعادة البناء والتألق في المشهدين المحلي والدولي.


دعوة للسيد محمد الحامض

في سياق بناء رياضة سورية جديدة، نوجه دعوة للسيد محمد الحامض بالابتعاد عن الأفراد الذين ساهموا سابقًا في فساد الكرة السورية.
هذه الدعوة ليست موجهة من مبدأ الإقصاء، وإنما من مبدأ البناء السليم لرياضة خالية من الشخصيات التي اعتادت على الفساد. هؤلاء الأشخاص لن يتوانوا للحظة عن إعادة السرقة عندما تتاح لهم الفرصة.
ندعو السيد الحامض للعمل بجدية على جلب الخبرات الشريفة والنزيهة التي ستساهم بفعالية في بناء مستقبل رياضي نظيف ومشرق لسوريا.


الرياضة أداة للتعافي الوطني

الرياضة ليست مجرد تنافس على الميداليات أو البطولات؛ بل هي وسيلة فعّالة لتعزيز التعافي النفسي والاجتماعي بعد سنوات من الصراع والانقسام.
يمكن للرياضة أن تكون الجسر الذي يوحِّد السوريين بمختلف أطيافهم، من خلال إقامة فعاليات رياضية تعكس التنوع الثقافي والعرقي في سوريا.


الأولويات الاستراتيجية لإعادة بناء الرياضة السورية

  1. تنظيف المنظومة الرياضية من مخلفات البعث:
    • إزالة آثار سيطرة حزب البعث على الرياضة السورية، حيث كانت تُدار الرياضة كباقي المؤسسات من قبل الحزب.
    • التخلص من المصطلحات والمسميات التي أدخلها الحزب والتي لم تجلب سوى الخراب.
    • بناء ثقافة رياضية جديدة تقوم على النزاهة والاحترافية بعيدًا عن الأيديولوجيات السياسية.
  2. تشكيل لجنة تحقيق في ملفات الفساد:
    • إنشاء لجنة مستقلة للتحقيق في قضايا الفساد الكبرى التي طالت الرياضة السورية.
    • استرجاع الأموال المنهوبة من قبل المسؤولين السابقين.
    • تقديم المسؤولين عن هذه الانتهاكات للمحاسبة لضمان عدم تكرارها.
  3. تشكيل لجنة لدعم الرياضيين المنشقين:
    • دعم الرياضيين الذين انشقوا عن نظام الأسد وواجهوا صعوبات كبيرة.
    • منحهم فرصًا للتدريب والمساهمة في بناء رياضة جديدة، مع اعتماد الاستحقاق والكفاءة كأساس.
  4. إعادة تأهيل البنية التحتية:
    • ترميم الملاعب والصالات المدمّرة.
    • الاستثمار في إنشاء مرافق رياضية جديدة بمعايير دولية.
  5. التركيز على الرياضة القاعدية:
    • إطلاق برامج رياضية للأطفال والشباب في المدارس والمجتمعات.
    • دعم الأندية الصغيرة لاكتشاف المواهب.
  6. تحرير المؤسسات الرياضية:
    • ضمان استقلالية اللجنة الأولمبية والاتحادات الرياضية.
    • تعزيز الشفافية والنزاهة في الإدارة الرياضية.
  7. إعادة تأهيل الكوادر:
    • تنظيم دورات تدريبية للمدربين والإداريين.
    • تشجيع عودة الكفاءات الرياضية السورية التي هاجرت.
  8. إطلاق دوري رياضي جديد:
    • تصميم دوري وطني يشمل جميع المناطق السورية، مع مراعاة التنوع وتمثيل الجميع.

الدروس المستفادة من التجارب الدولية

يمكن الاستفادة من تجارب دول مثل ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية وكرواتيا بعد حرب البلقان، حيث لعبت الرياضة دورًا محوريًا في إعادة بناء النسيج الاجتماعي وتحقيق إنجازات عالمية.


رسالة إلى الرياضيين السوريين

الرياضيون السوريون هم السفراء الحقيقيون للبلاد. عليهم التحلي بالعزيمة والإصرار لتقديم صورة مشرقة عن سوريا الجديدة.
نؤمن بأن الأجيال القادمة ستحقق إنجازات تُضاف إلى الإرث الرياضي السوري.


هذه الرسالة هي دعوة للتغيير والعمل المشترك. إن الرياضة السورية بعد سقوط الأسد لديها الفرصة لتكون نموذجًا يُحتذى به في إعادة البناء والتنمية. نأمل أن يكون القائمون على الرياضة على قدر هذه المسؤولية، وأن يضعوا الأسس لرياضة سورية جديدة تجمع ولا تفرق، تبني ولا تهدم.

الرياضة الآن – أحمد طبشو

اترك تعليقاً